العقيدة المهدوية في الأديان السماوية

لا يقتصر الإيمان بالمهدي عليه السلام المصلح الموعود، على دين معين، بل هو من ضمن تعاليم ومعتقدات العديد من الأديان السماوية.

فلو رجعنا الى نصوص الكتب عند اليهود لوجدنا أن تلك النصوص تشير الى هذا المصلح المنجي، ففي العهد القديم" ویأتی مُشتهیٰ کلِّ الأُمم"[1]

وفي نص آخر" یقضی بالعدل للمساکین ویحکم بالإنصاف لبائسی الأرض ویضرب الأرض بقضیب فمِه ویُمیت المنافقَ بنفخةِ شفتیه، ویکون البِّر منطقةَ متنیه والأمانةُ منطقةَ حقویه فیسکن الذئب مع الخروف ویربض النمر مع الجدی"[2]

والعقيدة بظهور المصلح في آخر الزمان عند المسيحيين ايضا ثابتة ينبئ عنها النصوص الواردة في كتبهم، ففي انجيل لوقا" کونوا علیٰ استعداد، أوساطُکم مشدودة ومصابیحُکم موقَدة کرجالٍ ینتظرون رجوعَ سیّدهم من العرس.. فکونوا إذاً علیٰ استعداد، لأنّ ابن الإنسان یجیء فی ساعةٍ لا تنتظرونها.[3]

وفي انجيل يوحنا" لن أخاطبَکم بعدُ طویلاً، لأنّ سیّد هذا العالم سیجیء"[4]

ظهورالمهدي المصلح عند المسلمين

ولا خلاف بين المسلمين في الإعتقاد بخروج المهدي عليه السلام وانتظاره، وإنما وقع الإختلاف في الخصوصيات، وسبب ذلك اختلافهم في الإمامة، فبعد أن عينها رسول الله صلى الله عليه وآله وحذّرهم من الإختلاف مراراً کان آخرها فی ساعات وفاته الأخیرة، حتیٰ إنه أراد أن یکتب لهم کتاباً یکون وثیقة تحول دون اختلافهم وضلالهم. فقال لهم "«هَلمّ اکتبْ لکم کتاباً لا تضلّوا بعده». فقال عمر: إنّ النبی قد غلب علیه الوجع، وعندکم القرآن، حسبنا کتاب الله"[5]

إن الإمامة مهمة في الاسلام وفي مدرسة أهل البيت عليهم السلام وقد تضمنت الأدلة العامة والخاصة وجوده وشرعیته وکونه الحجة علیٰ الأمة.

فمن تلك الأدلة ما روي عن أبی سعید الخُدری قال: ذکر رسول الله (صلی الله علیه و آله) بلاءُ یصیب هذه الأمة حتیٰ لا یجد الرجل ملجأً یلجأ إلیه من الظلم فیبعث الله رجلاً من عترتی من أهل بیتی فیملأ الأرض به قسطاً کما مُلئت ظلماً وجَوراً، یرضیٰ عنه ساکن السماء وساکن الأرض.[6]

المصادر:

[1] . الکتاب المقدس،حجّى، الإصحاح الثانی، 1338.

[2] . الکتاب المقدس: اشعیاء: الإصحاح الحادی عشر، ص 1005.

[3] . العهد الجدید: لوقا: 12/207.

[4] . يوحنا: 16- 303و307.

[5] . الجامع الصحیح،ج4،ص29.

[6] . المصنف،ج15، ص198.