دور حضور النساء في كربلاء

13:52 - 2023/07/17

فی تاریخ الإسلام نجد مواقف متعددة للمرأة، فهي تسطع الوقوف إلی جانب الرجل حتی فی أشد المراحل حراجة وخطورة.

الإمام الحسين يحملهنّ معه : کانت السیدة خدیجة أول مسلمة مؤمنة قدمت الدعم المادی للرسالة الجدیدة.. وعاشت مع رسول الله صلى الله عليه وآله أیاماً صعبة، تحملت فیها ما جری علی المسلمین من تعذیب واضطهاد علی ید المشرکین، وذاقت ألم الجوع والحرمان فی شعب ابی طالب حتی قضت نحبها فی عام الحزن.. وکان صلى الله عليه وآله یذکرها کثیرا ویعرّف بمکانتها فی نفسه فيقول:

«لا، واللَّه ما أبدلني اللَّه خيرا منها، آمنت بي إذ كفر النّاس، وصدّقتني إذ كذّبني النّاس، وواستني بمالها إذ حرمني النّاس، ورزقني منها اللَّه الولد دون غيرها من النّساء.».[1]

وحضرت الزهراء عليها السلام بعد غصب الخلافة من خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام، وذهبتْ تطوف علی بیوت المسلمین تذکّرهم بعهدهم للرسول صلی الله علیه وآله وسلم وما جری فی حجة الوداع، وما وهنت علیها السلام حتی آخر لحظات حیاتها.. ثم کان رحیلها وتغییب قبرها لیکون وثیقة احتجاج خالدة علی مدی الزمان!

ثم كانت ثورة عاشوراء التي قد أظهرت الادوار العظیمة لنساء الطفوف فی الواقعة وبعدها وعلی رأس هؤلاء النساء، أخت الإمام الحسین علیه السلام السیدة زینب بنت علی بن أبی طالب علیه السلام والتی کانت لها الأدوار الریادیة فی قیادة القضیة الحسینیة وفی نشر أفکارها بعد استشهاد الإمام وصحبه الکرام.

لقد حضرت عاشوراء مجموعتان من النساء، المجموعة الأولی حرائر أهل البیت علیهم السلام ونساء بیت الوحی، قمنَ بالدور الإعلامی الخطیر حیث نشرت فکر الثورة وأهدافها فی الامصار والبلاد التی دخلوا إلیها.

والمجموعة الثانیة تضم نساء مؤمنات کان حضورهن عرضیاً لم یخضع لتنسیق مسبق، منهن عوائل لثلاثة من أنصار الإمام کانوا قد جاءوا مع اُسرهم إلی الإمام الحسین علیه السلام وبقوا معه وهم عبد الله بن عمیر الکلبی، وجنادة بن حرث الانصاری، ومسلم بن عوسجة الأسدی وکان عبد الله بن عمیر قد أخذ معه أمه وزوجته إلی أرض کربلاء، إضافة الى طوعة التي نصرتْ مسلم بن عقيل، ودلهم بنت عمير وأم وهب وغيرهن.

الإمام الحسين

علم الإمام الحسين بحفظهن من الأعداء

حمل الإمام الحسين عليه السلام نساء آل البیت علیهم السلام وهو یعلم بما سیعانینه من مشکلات الطریق، لان هناک تخطیطاً مستقبلیاً للثورة، فالواقعة بحاجة إلی حضورهن تماماً کما کانت الثورة بحاجة إلی دم الإمام وتضحیته، يقول الشهيد مرتضی مطهری «التکتیک التبلیغی هو حمله لاهله وعیاله وأولاده فی القافلة الحسینیة وبهذه الطریقة یکون قد استخدم العدو استخداما غیر مباشر من خلال فرض هؤلاء الناس کحربة تبلیغیة ورسل دعایة للاسلام الحسینی ضد یزید».[2]

لقد استوقف الإمام کثیرون وحاولوا ثنيه عن أخذ النساء معه لکنه أصرَّ علی أن تکون النساء ضمن قافلته، قال له ابن عباس: فإن عصیتنی وأبیت إلا الخروج إلی الکوفة فلا تخرج نساءک وولدک معک.[3] وذلك لعلم الإمام بالوعد الالهی بصیانة هؤلاء المخدرات عن الاذی، ويظهر هذا من وصیته عليه السلام للنساء لما ودعهن وقال: استعدوا للبلاء واعلموا ان الله تعالی حامیکم وحافظکم.[4]

المصادر:

[1] . الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، ج 8، ص 103.

[2] . الملحمة الحسينية، مرتضى مطهري، ج1، ص209.

[3] . مروج الذهب، أبو الحسن بن علي المسعودي، ج3، ص 65.

[4] . مقتل الحسین، عبد الرزاق الموسوي المقرم، ص 276.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.