الأرواح التي حلت بفناء الإمام الحسين

إن المراد من الأرواح التي حلت بفناء الإمام الحسين عليه السلام، هي أرواح الشهداء الذين استشهدوا معه عليه السلام يوم عاشوراء ، و الفناء كما ورد في القاموس: فناء الدار ككساء ما اتسع من أمامها.[1]

فهذه العبارة اشارة الى تضحية شهداء كربلاء أمام سيد الشهداء، وتعبر عن خضوع اولئك الشهداء العظماء لإرادة امامهم وسيّدهم.

إن زيارة عاشوراء كانت قبل أن يدفن من دفنوا حاليّاً، وعليه فكلمة "أرواح" لا تشير الى كل من دفن في أرض كربلاء.

ومن الأدلة الواردة في زيارة عاشوراء هذه، نفهم أن الأرواح المرحب بها هي أرواح الشهداء الذين رافقوا سيد الشهداء في أرض كربلاء، كما هو المفهوم من عبارة "السلام علی الحسین و علی علِیّ بن الحسین و علی اولاد الحسین و علی اصحاب الحسین"

التحية والسلام في زيارة عاشوراء لا يشمل الزوّار

بالإضافة إلى ذلك، إن المحتوى العام لزيارة عاشوراء ، هو السلام على سيد الشهداء وأولاده وأصحابه ، و إعلان الولاء له والتعبير عن الاشمئزاز من أعدائه. وفي اقتباس آخر من زيارة عاشوراء جاء فيه: "السلام علیک و علی الارواح التی حلّت بفنائک و اناخت بساحتک و جاهدت فی الله معک و شرت نفسها ابتغاء مرضات الله فیک".

يذكر في هذه الفقرة أوصاف مثل الجهاد في سبيل الله مع سيد الشهداء عليه السلام والاستشهاد في سبيل رضا الله بمعية سيد الشهداء عليه السلام، يفهم هذا من كلمة " حلّت وأناخت" الواردة في الزيارة.

فاتضح اذن أن المراد بالأرواح الواردة في زيارة عاشوراء هي أرواح الشهداء الذين رافقوا الإمام الحسين عليه السلام.

ويتأكد هذا المفهوم لو نظرنا الى الزيارات الأخرى مثل زيارة علي الأكبر عليه السلام، حيث جاء فيها: "ثمّ قُم وصِر الى عند رجلي القبر وقِف عند رأس عليّ بن الحسين عليه السلام وقُل: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ،..الخ"

وهكذا لو نظرنا الى سائر الزيارات، فإنه لا يفهم منها شمول التحية والسلام لزوار القبر الشريف ولا لجميع الذين دفنوا هناك.

المصادر:

[1] . القاموس المحيط، ج 4، ص 375.