دور عاشوراء في بقاء الإسلام

14:05 - 2023/07/23

-إن شهادة الإمام الحسين عليه السلام أيقظت الأمة من سباتها العميق الذي خيّم عليها بسياسة الخلفاء وبني أمية.

صُرع الإمام الحسين عليه السلام من يوم السقيفة: أوّل نقطة بدؤوا منها لحرف الإسلام عن مسيره الصحيح، هي سقيفة بني ساعدة حيث أبعدوا من نصبه الله ورسوله للخلافة، وجاؤوا بمن ليس أهلا لها.

بعد ما استلم هؤلاء زمام أمور المسلمين، شرعوا بالإجتهاد في احكام الاسلام حكما بعد حكم بما رأوا فيه مصلحة عامة أو مصلحة خاصة مما حفلت بذكره كتب الخلاف.

ثم قام أعوان الخلافة بتوجيه المسلمين إلى تقديس مقام الخليفتين أبي بكر وعمر، بحيث أصبح مستساغا لدى عامتهم أن يشترط في البيعة بعد الخليفة عمر، العمل بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخين، وبذلك ثبت الإقرار من المسلمين أن تكون سيرة الشيخين في عداد كتاب الله وسنة نبيه، مصدرا للتشريع في المجتمع الاسلامي.

استمر الامر على هذا الحال حتى إذا جاء الإمام علي عليه السلام إلى الحكم بقوة الجماهير بعد عثمان، لم يستطع أن يعيد الاحكامَ الاسلامية التي اجتهد فيها الخلفاء الى المجتمع، وتعالت صيحات وا سنة عمراه، من جيشه عندما نهاهم عن إقامة صلاة النافلة جماعة في شهر رمضان، ولم يرضوا بسنة الرسول بديلا عن سنة عمر في هذا الحكم.

عليه السلام

وقد أشار الإمام عليه السلام الى هذه النقطة بقوله:

قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده مغيرين لسنته، ولو حملتُ الناس على تركها، وحولتها إلى مواضعها، والى ما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، لتفرق عنى جندي حتى أبقى وحدي، أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله.[1]

ثم انقسم الناس بعد ذلك الى قسمين: قسمٌ همج رعاع اتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح - كما وصفهم الإمام علي عليه السلام.[2]

وقسم يتحركون وهم واعون لتحركهم هادفون، ثم سرى الانقسام فيهم، الى محب لأهل البيت، موالٍ لهم مقر بفضلهم.

والى مستنكر للاستهانة بمقام الشيخين مستهزء بأقوال الامام عليه السلام، وكان جل هؤلاء هم ممن ثار على عثمان حتى قتلوه، وهؤلاء هم الخوارج الذين رفعوا شعار" لا حكم الا الله " واشرب في قلوبهم حب الشيخين، والسخط على عائشة، وطلحة، والزبير، وعثمان، وعلي.

استمرت الحالة على هذه حتى جاء دور معاوية، فسعى جاهداً لرفع ذكر الخليفتين أبي بكر وعمر وابن عمه عثمان، باستخدام الصحابة والتابعين ليضعوا أحاديث في ما يرفع ذكر الخلفاء، ويضع من كرامة الرسول وابن عمه، فنسبوا اليه صلى الله عليه وآله أنه قال " وإذا أمرتكم بشئ من رأي فإنما أنا بشر " قال ذلك عندما نهاهم عن تأبير النخل حتى فسد تمرهم،[3] أو أنه رفع زوجته عائشة لتنظر إلى رقص الحبشة بمسجده،[4] أو أنه أقيم مجلس الغناء في داره،[5]

واستمر معاوية بهذه السياسة لهدم الإسلام باسم الاسلام، حتى مات سنة ستين، واستولى على الحكم بعده يزيد، الذي سن الملاهي وآوى المغنين وأظهر الفتك وشرب الخمر، فما كان أمام سبط الرسول الا البيعة أوالقتال، واختار القتال ولسان حاله يقول " إن كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فياسيوف خذيني" واستلهمت منه الأجيال هذه الكلمة الخالدة في مسيرات كفاحها ضد الظلم والطغيان.

المصادر:

[1] . نهج البلاغة، باب المختار من حكم أمير المؤمنين رقم 147.

[2] . تاريخ دمشق، لابن عساك، ترجمة الامام على،2 ج ، ص 285.

[3] . مسند أحمد، أحمد بن حنبل، ج 1، ص162.

[4] . صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج، ط التركية، ج 3، ص 22 .

[5] . المصدر، ج 3، ص 21 .

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
3 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.