سأل الحواريون النبي عيسى عليه السلام عن صفات الصديق الذي يستحق الصداقة، فأجابهم على سؤالهم وذكر شرائط لتلك الصداقة، نسردها في هذا المقال.
نقل رسول الله صلى الله عليه وآله، محاورة دارت بين النبي عيسى روح الله عليه السلام والحواريين، يسألونه عن صفات الصديق اللائق بالصداقة، والرواية هي: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : قَالَتِ اَلْحَوَارِيُّونَ لِعِيسَى يَا رُوحَ اَللَّهِ مَنْ نُجَالِسُ؟ قَالَ: مَنْ يُذَكِّرُكُمُ اَللَّهَ رُؤْيَتُهُ، وَ يَزِيدُ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَ يُرَغِّبُكُمْ فِي اَلْآخِرَةِ عَمَلُهُ.[1]
شروط يجب أن تتوفر في الصديق
في هذا الحديث ذكرتْ ثلاثة شروط يجب أن تتوفر في الصديق الذي يستحق الصداقة:
الشرط الأول: رؤيته تذكرك بالله
إن بعض الأصدقاء، نتيجة العلاقة الصادقة التي وجدوها مع حبيبهم الحقيقي وهو الله سبحانه تعالى ومحبة أهل البيت عليهم السلام، اكتسبوا لوناً إلهياً مبهراً.
تجدهم شغوفين بلقاء الرب، ويمكن رؤية هذا الشغف في جميع حركاتهم وسلوكهم الاجتماعي، فهم بسلوكهم يذكّرون الناس بالأمور المعنوية وعبادة الله.
لذا فمن الضروري أن نأخذ في الاعتبار هذا الشرط المهم والأساسي، ونختار الأصدقاء الذين يذكروننا بالله، ويمنحوننا الفضائل والكمالات الروحية.
الشرط الثاني: صحبته تزيدك علماً
إن الجلوس مع من شربوا قطرةً من بحر المعرفة الإلهية اللامتناهية، وعرّفوا أنفسهم بالصفات الإنسانية الرفيعة، له ثمار كثيرة، أحدها أن الإنسان يزداد بالجلوس معهم علماً ومعرفة.
لأن العلماء ورثة الأنبياء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر.[2]
الشرط الثالث: سلوكه يذكرك بالآخرة
وبناء على هذا الشرط، فهل يمكن لشخص يتجول في أزقة الفساد، وقد أوقف حياته على "الطعام والملبس والمسكن" أن يتمتع بشخصية معنوية عالية؟
ألا تشعرون حقًا بعدم الارتياح عندما تقابلون هؤلاء الأشخاص، الذين هم ماديون وبعيدون عن الأمور المعنوية؟ هل يمكن لشخص لا يهتم إلا بالدنيا، ولا يتردد في فعل أي قبيح لتحقيق أهدافه الشريرة، أن يوفر لنا مستقبلنا؟
كيف يمكن للإنسان الذي يقضي حياته الثمينة في الشهوات، أن يكون صديقًا مثاليًا لنا؟
لذلك دعونا أن نفكر في الصديق الذي، إذا أُعطيت الدنيا له، لن يكون مستعدًا للخطيئة. ذلك الصديق الذي يخاف الله في السر والعلن، وتذكرنا أفعاله بالآخرة.
المصادر:
[1] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج ۱، ص ۲۰۳.
[2] . الكافي، الشيخ الكليني، ج ١، ص ٣٤.