نظرة إلى حياة السيدة زينب

إن السيدة زينب عليها السلام كانت شريكة الإمام الحسين عليه السلام في مسيرته الى كربلاء، وفی نهضته المبارکة ضد الظلم و الطغیان، ثم بعد استشهاد الإمام الحسین علیه السلام، کانت السيدة زينب زعیمة قافلة الأسری إلی الکوفة، ثم إلی الشام، ثم الرجوع إلی کربلاء فی یوم الأربعین، ثم القفول إلی المدینة المنورة.

ولم تتركها السلطة الظالمة في مدينة جدها بل أبعدت عن وطن جدها إلی الشام لتکون قریبة من مرکز السلطة لیزید وتحت سیطرته ورقابته، وقد توفیت هناک ودفنت فی مقامها المشهور الآن حیث تزار.

لم تکن السیدة زینب علیها السلام مستثناة عن الظلم الذي لحق بأهل البيت عليهم السلام، وقد سعى أصحاب التواريخ الى أخفاء مظلوميتهم بالقدر الممكن، أو تحريف اخبارهم. " یریدون لیطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو کره الکافرون"[1]

إن السيدة زينب عليها السلام أدرکت جدها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلّم فهی اذن صحابیة. كما وأدرکت أمها فاطمة الزهراء علیها السلام ورأت مصیبتها، وشاهدت أذی القوم لها، وکسر ضلعها وسقط جنینها واستشهادها وتشییعها ودفنها لیلاً.

السيدة زينب في الأسر

إنها حضرت کربلاء بکل قضایاها وما جرى فيها من ظلم بني أمية، ولأول مرة تؤسر بنات رسول الله صلی الله علیه وآله وسلّم وکانت السيدة زينب هی التی أوصلت صوت الإمام الحسین علیه السلام ومظلوميته إلی العالم .

واُحضرت الى مجلس ابن زیاد ومجلس یزید، وشاهدت شماتة بني أمية بآل رسول الله صلى الله عليه وآله، وعادت إلی مدینة جدها صلی الله علیه وآله وسلّم بکل مآسیها، وفی المدینة المنورة تلقتها نساء المسلمین بکل لوعة وأسی.

إن رفعة درجات الآخرة مرهونة بکثرة الابتلاءات والمشاکل فی دار الدنیا، وقد قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلّم لفاطمة الزهراء علیها السلام: "یا فاطمة تعجلی مرارة الدنیا لنعیم الآخرة غداً.[2] وقد قال أهل البيت علیهم السلام: "أفضل الأعمال أحمزها".[3]

المصادر:

[1] . سورة الصف ، الآية 8.

[2] . بحارالأنوار، ج ١٦، ص ١٤٣.

[3] . المصدر، ج82، ص332.