الإمام الحسين والاهتمام بالزوجة واحترامها

موقف الإمام الحسين : النقطة العميقة، وانطلاقاً من إدراك حق الزوجة، فإن أسلوب التربية اللفظية والعملية عند أئمة الشيعة عليهم السلام، في هذا الشأن هو من أفضل أشكال التعامل مع الزوجة.

إن الأم التي يحترمها زوجها في المنزل، تستطيع أن تربي أولادها بروح مليئة بالمودة والسلام والإحساس، وإذا تعرضت للاعتداء وهان الزوج شخصيتها أمام أبنائها، فمن الواضح أنه لن تبقى نفسيّتُها سليمةً، وتفقد صحتها، وينتقل قلقها إلى أولادها أيضاً. وانطلاقاً من هذه النقطة العميقة، وانطلاقاً من إدراك حق الزوجة، فإن أسلوب التربية اللفظية والعملية عند أئمة الشيعة عليهم السلام، في هذا الشأن هو من أفضل أشكال التعامل مع الزوجة.

فقد ورد أنه في يوم عاشوراء، عندما أراد هلال بن نافع أن يبرز لساحة المعركة، حزنت زوجته الشابة وتعلقتْ بأذياله وبكتْ بكاءاً شديداً وقالت: إلى أين تمضي وعلى من اعتمد بعدك؟ فسمع الإمام الحسين ذلك، وقال يا نافع، إن اهلك لا يطيب لها فراقك، فلو رأيتَ أن تختار سرورها على البراز.[1]

الإمام الحسين وتكريم مقام الزوجة

ومثال آخر عن تكريم سيد الشهداء حيث أمر الإمام الحسين عليه السلام أصحابه بتكريم زوجاتهم، وردا على مشاهدتهم الفُرُش والستائر الجديدة في منزله، قال: "إنّا نتزوج النساء فنعطيهن مهورهن فيشترين بها ما شئن ليس لنا فيه شي‌ء"[2]والأكثر إثارة للاهتمام، تعبير الإمام الحسين عليه السلام، عن الحب الذي يظهره لأولاده وزوجته، حيث ورد في بعض الأشعار المنتسبة إليه، أعلى درجات الاحترام يقول فيها:

لعمرك أنني لأحب دارا * تكون بها سكينة والرباب

أحبهما وأبذل جل مالي * وليس لعاتب عندي عتاب.[3]

تكريم مقام المعلّم

لما كان للعلم في الإسلام قيمة كبيرة، فإن للمعلم أيضاً مكانة خاصة، وقد وجد المعلمون موقفاً جميلاً من أئمة أهل البيت عليهم السلام.

إن جعفر أحد أبناء الإمام الحسين عليه السلام، كان يدرس في المدينة المنورة على يد معلم اسمه عبد الرحمن، وفي أحد الأيام علّمه المعلم كلمة: "الحمد لله رب العالمين". وعندما تلا جعفر هذه الجملة على أبيه، دعا الإمام الحسين عليه السلام معلم ابنه وكافأه بألف دينار وألف حُلّة، واستكثر المعلم هذه المكافأة الكبيرة في مقابل تدريس جملة:"الحمد لله رب العالمين" ما يثبت أن ثروة العالم عند أهل البيت عليهم السلام، أعلى من المال والثروة المادية.

المصادر:

[1] . معالي السبطين، محمد مهدي الحائري، ص 236.

[2] . الکافی، الكليني، ‌ج6، ص 476.

[3] . حياة الإمام الحسين، الشيخ باقر شريف القرشي، ج1، ص 189.