أهل البيت والإيثار

إتسم أهل البيت عليهم السلام بأسمى صفات الكمال والجود و الكرم وهم في ضنك من الحياة وقد نزل القرآن الكريم يبين فضلهم عليهم السلام فقال سبحانه وتعالى " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يؤثر على نفسه البؤساء والمعوزين فيجود عليهم بما لديه ويظل طاويا، يقول الامام الباقر عليه السلام : " ما شبع النبي من خبز بُرّ ثلاثة  أيام متوالية منذ بعثه الله الى أن قبضه"[1]

وعلى هذه السيرة كان أهل بيته عليهم السلام في الكرم والإيثار، يقول الامام الصادق عليه السلام" كان عليه أشبه الناس برسول الله ، كان يأكل الخبز والزيت ويطعم الناس الخبز واللحم"[2]

لذا نزلت الآية الكريمة في علي وأهل بيته عليهم السلام، قال تعالى: "وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ مِسْکِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً. إِنَّما نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِیدُ مِنْکُمْ جَزاءً وَ لا شُکُوراً"[3]

أهل البيت وسبب النزول

وكان سبب نزولها أن الحسن والحسين عليهم السلام مرضا فعادهما رسول الله في ناس معه، فقالوا:یا أبا الحسن لو نذرت علی ولدیک،فنذر علی و فاطمة و فضة جاریة لهما،إن برئا مما بهما أن یصوموا ثلاثة أیام فشفیا،و ما معهم شیء، فاستقرض علی من شمعون الخیبری الیهودی ثلاثة أصوع من شعیر،فطحنت فاطمة صاعا،و اختبزت خمسة أقراص علی عددهم،فوضعوها بین أیدیهم لیفطروا،فوقف علیهم سائل فقال:السّلام علیکم أهل بیت محمد،مسکین من مساکین المسلمین،أطعمونی أطعمکم اللّه من موائد الجنة،فآثروه،و باتوا و لم یذوقوا إلا الماء،و أصبحوا صیاما،فلما أمسوا و وضعوا الطعام بین أیدیهم، وقف علیهم یتیم فآثروه،و وقف علیهم أسیر فی الثالثة ففعلوا مثل ذلک.

فلما أصبحوا أخذ علیّ بید الحسن والحسین وأقبلوا إلی رسول اللّه،فلما أبصرهم و هم یرتعشون کالفراخ من شدة الجوع،قال:ما أشدّ ما یسوؤنی ما أری بکم،و قام فانطلق معهم فرأی فاطمة فی محرابها،قد التصق بطنها بظهرها،و غارت عیناها، فساءه ذلک، فنزل جبرائیل وقال:خذها یا محمد هنّاک اللّه فی أهل بیتک،فأقرأه السورة.[4]

المصادر

[1] . سفینة البحار، ج 1، ص 607 عن علل الشرائع.

[2] . سفینة البحار، ج9، ص 538 عن الکافی.

[3] . سورة الدهر، الآية 8-9.

[4] . الکلمة الغراء-للسید عبد الحسین شرف الدین، ص 29 ،بتصرف و تلخیص.