حرية المرأة في المدارس الغربية

الإنسان والحرية: المبادئ الثلاثة التي تحدد وجهة نظر الغرب لحرية المرأة هي:

1. إن حرية كل إنسان تحظى بالاحترام المطلق، ويجب حمايتها، ما لم يخل ذلك بحرية الآخرين، أي أنه لا يمكن أن يحد من الحرية إلا الحرية.

2. سعادة الإنسان تعتمد على تنمية المواهب الكامنة فيه. والأنانية والضيق العاطفي سببهما ارتباك الغرائز، لاسيما الغريزة الجنسية، وارتباك الغرائز سببه عدم إشباعها وإرضائها.

3. نار الشهوة الإنسانية تزداد وتشتعل بالمنع والتقييد، وتقل وتهدأ بالرضا والإشباع. ولكي يتوقف الإنسان عن الاهتمام بالشأن الجنسي، وتُمنع المضاعفات الناجمة عنه، فإن الطريقة الصحيحة هي إزالة أي قيود ومحظورات أمامه في هذا الموضوع.

ويتبين من هذا، أن المبدأ الأول من المبادئ المذكورة أعلاه هو مبدأ فلسفي، والمبدأ الثاني تربوي، والمبدأ الثالث نفسي. وهذه المبادئ الثلاثة نستنبطها من جميع أقوال وآراء أنصار هذا النظام الأخلاقي، ولم يعبر أحد منهم عن مبادئ نظامه الأخلاقي بهذه الطريقة والتفصيل.

وقد اعتمد أنصار هذا النظام الأخلاقي على هذا المبدأ الذي يعد المسند والأساس الأصلي للحقوق الفردية، لأنهم يعتقدون أن هذه السلسلة من القضايا ليس لها جانب اجتماعي، وأن الحرية الجنسية للفرد لا يؤثر على حقوق الآخرين، إلا إذا ثبت حق الزوج، وصار من الضروري للمرأة أن تمتنع عن الحمل من غير زوجها الشرعي، وما لم تكن هناك موانع للحمل، كان لا بد من مراعاة حق الزوج، وعلى المرأة أن تصير عفيفة تقية لحماية هذا الحق لتكون وفية لزوجها، وحاليا لا توجد مثل هذه الضرورة مع الإمكانات المتاحة.

إذن كان بحثهم في شقين: الأول أن الحرية لا يمكن تحديدها إلا في حرية الآخرين وضرورة الامتثال لهم، والآخر أن العلاقات الجنسية لا عَلاقة لها بالمجتمع والحياة العامة والحقوق الاجتماعية إلا من جهة حصول الاطمئنان بوجود النسبة بين الأبِ والطفل.

الإنسان والحرية:

لكن علينا أن نرى ما هو الشيء الذي يجعل الحرية حقا من حقوق الإنسان المسلمة؟ لأنه خلافاً لفكرة الكثير من الفلاسفة الغربيين، فإن أساس الحق في الحرية وضرورة مراعاته واحترامه ليس ما يهواه ويريده الإنسان، بل الموهبة التي وهبها له الخالق في التقدم والتكامل. إن إرادة الإنسان تُحترم بقدر ما تتناغم مع المواهب السامية والمقدسة الموجودة في جسم الإنسان وتقوده إلى طريق التقدم والتميز، ولكنها عندما تقود الإنسان إلى الفَنَاء والعدم وتضييع الإنسان، فإنه لا يمكن احترامها.

إن أكبر ضربة فأس ضُربتْ على جذور الأخلاق، هو ما يُسمى بالحرية، والتفسير الخاطئ للحرية.