حقوق المرأة من منظور القرآن (الحرية والحجاب)

المرأة والحجاب: قالوا إن احترام كرامة الإنسان وشرفه هو إحدى مواد إعلان حقوق الإنسان.[1]كل إنسان شريف وحر، ذكرا كان أو أنثى، أبيض أو أسود، يخضع لأي بلد أو دين.

فإجبار المرأة على ارتداء الحجاب، هو استخفاف بحقها في الحرية وإهانة لكرامتها الإنسانية، وبعبارة أخرى، هو ظلم فادح للمرأة.

إن كرامة الإنسان وعزته وحق المرأة في الحرية، وكذلك الحكم بالعقل والشرع بعدم جواز القبض على أحد أو حبسه دون سبب، وعدم جواز ظلم أحد بأي شَكْل من الأشكال وتحت أي عذر، كل ذلك يقتضي أن يتم القضاء على مسألة الحجاب.

المرأة والحجاب

والجواب: إن هناك فرقاً بين حبس المرأة في البيت، وبين إلزامها بالستر عندما تريد مقابلة شخص غريب. ولا يوجد في الإسلام حبس أو أسر للمرأة.

إن الحجاب في الإسلام واجب على المرأة التي يجب عليها أن تراعي نوعية معينة من اللباس عند التواصل الاجتماعي والتعامل مع الرجال. وهذا الواجب لا يفرض على الإنسان، ولا يتنافى مع كرامته وليس من التعدي على حقوقه الطبيعية التي فرضها الله له.

إذا كانت مراعاة بعض المصالح الاجتماعية تجبر الرجل أو المرأة، على اتباع أسلوب معين في التنشئة الاجتماعية والسير بطريقة لا تعكر صفو الآخرين، ولا تخل بالتوازن الأخلاقي، فلا يمكن أن يسمى هذا الأمر بالسجن أو العبودية، ولا يمكن اعتباره مخالفاً لكرامة الإنسان ومبدأ حرية الفرد.

إن في الدول المتحضرة في العالم، توجد حاليًا مثل هذه القيود على الرجال. فإذا خرج رجل من المنزل عارياً أو حتى بالبيجامة، فإن الشرطة توقفه وتعتقله، لأن هذا الفعل يتنافى مع كرامة المجتمع.

وعندما تجبر المصالح الأخلاقية والاجتماعية أفراد المجتمع على مراعاة أسلوب معين في التنشئة الاجتماعية، كالخروج مثلاً بكامل ملابسهم، فإن هذا الأمر لا يسمى عبودية، ولا سجناً، ولا هو ضد الحرية وكرامة الإنسان، ولا إنها قسوة ومخالفة للقانون.

بل على العكس من ذلك، فإن حجاب المرأة، ضمن حدود الإسلام يزيد من كرامتها واحترامها، لأنه يحميها من هجمات الفاسقين والساقطين.

إن حياء المرأة يقتضي أن تكون عند خروجها من المنزل محتشمة ووقورة، وألا تنوي في سلوكها ولباسها إثارة للآخرين، ولا ينبغي لها أن تدعو الرجل إلى نفسها، ولا تلبس ثيابا، أو تمشي مَشْية تنطق عن حالها، وهل كرامة المرأة تقتضي أن تكون هكذا؟

المصدر:

[1] . مجموعة أعمال، الشهيد مرتضی مطهری، ج19، ص 446