للمرأة حقوق اجتماعية ذكرها القرآن الكريم وطلب من المسلمين أن ينبذوا العادات والرسومات الجاهلية تجاه المرأة، عسى أن تكون معاملتهم الحسنة فيها خيرا كثيراً.
ورد في القرآن الكريم ، آيات تتضمن القوانين الحقوقية والاجتماعية العظيمة للمرأة، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا"[1]
لقد أولى القرآن الكريم اهتماماً خاصاً بالدور الاجتماعي للمرأة فقال:"يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَحِلُّ لَكُمۡ ... وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ"
فجلمة "َعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ" لا يقتصر على شؤون الأسرة. ففي بعض الأحيان، توحي التحيزات الجاهلية والثقافة غير السليمة، أو التحيزات الفظة وما شابه ذلك، توحي للرجل بأنه لا يمكنك العمل مع امرأة في مؤسسة، أو أن المرأة لا يمكن أن يكون لها حضور فعال في المجتمع.
القرآن الكريم
يقول القرآن الكريم في هذا السياق: تخلّصوا من مثل هذه التعصبات والرسومات الجاهلية وشعائرها، وهي الثقافة الباطلة "وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ..." أي وإذا كنتم لا تحبون أن يكون لهنّ مثلكم ذلك الحضور في المجتمع والمشهد السياسي ومشهد العلاج والطب ومشهد الثقافة والتعليم، فتحمّلوا هذا الأمر، فربما يكون في هذا خير كثير وأنتم لا تعلمون.
وكل ما يعرف بالعقل والوحي وصاحب الشرع فهو معروف، وما لا يعرفه العقل والدين فهو منكر وغير معروف. فالقرآن الكريم في هذه الآية يوحي إلينا أن عاملوا النساء بما يعرفه العقل والشرع، فلا تعزلوا هذه الفئة من المجتمع ولا تسيئوا معاملتهن.
ثم يقول: "وإن كرهتموهن". إذا كنتم لا تحبون أن تتمتع المرأة بحياة اجتماعية سليمة، فاعلموا أن كرهكم خاطئ.
والتعبير الوارد في الآية: "وَيَجْعلُ اللَّهُ فِيهِ خَيْرَاً كَثِيرَاً" أهم من التعبير الوارد في آية الجهاد، لأن الجهاد والدفاع أمر مؤقت، ولذلك يقول تعالى: "وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمۡ"[2] لكن حضور المرأة في المشهد اليومي دائماً، والحياة الاجتماعية للمرأة، هو الذي يمكن لها في قضية الجهاد والدفاع، أن تلعب فيه دوراً فعالاً.
المصادر:
[1] . سورة النساء، الآية 19.
[2] . سورة البقرة، الآية 216.