ورد التأكيد عليها والتحذير في روايات المعصومين عليهم السلام وحذرت من مصادقة أهل السوء ومجالس التهمة.
الصداقة العابرة والصداقات التي لا جذور لها والطفولية لا تنقذ الإنسان من الوحدة والغربة ولا فائدة من وراءها، وينبغي بذل أقصى الجهود في إقامة وتقوية الصداقة مع الصالحين، من أجل تلبية احتياجات الانسان الدنيوية والأخروية، وعدم التضحية بالصداقة والألفة، لوجود المحن والمشاغل اليومية.
ولعله نستطيع القول أن سبب كل هذا التأكيد على الصداقة وعلى توثيق الروابط بين الأصدقاء وإخوان الدين في حياتهم عليهم السلام وأقوالهم، هو هذا.
الصداقة والتحذير من صديق السوء
أيضاً روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "اَلْجَلیسُ الصَّالِحِ خَیْرٌ مِنَ الْوَحْدَة وَالْوَحْدَةُ خَیْرٌ مِنْ جَلیس السُّوءِ".[1]
فصحيح أن هناك تأكيدا كبيرا على الصداقة في الروايات وعلى اختيار الأصدقاء واستحباب مخالطة بني البشر واختيارهم، إلا أن الرواية أعلاه أكدت على صفات الصديق، ونهت عن صداقة الأشخاص المنحرفين وغير المستحقين.
وهذه المسألة في حد ذاتها تشير إلى أن العزلة والابتعاد عن أصدقاء السوء والأشرار والمنحرفين الذين لا ثمرة من وراءهم إلا الضرر، أفضل من الجلوس مع أشخاص لا خيرمن رواءهم الا الانحطاط والتأخر.
لذا وردت الإشارة الى هذا المعنى في حديث رسول اله صلى الله عليه وآله :" أَوْلَى اَلنَّاسِ بِالتُّهَمَةِ مَنْ جَالَسَ أَهْلَ اَلتُّهَمَةِ ".[2] وفي حديث أمير المؤمنين عليه السلام:" إيّاكَ ومَواطِنَ التُّهْمةِ والمجلسَ المَظْنونَ بهِ السّوءُ ، فإنَّ قَرينَ السُّوءِ يَغُرُّ جَلِيسَهُ".[3]
لأن التأثير من الصديق وارد قطعا، سواء أراد ذلك أم لا، فإن الإنسان يتأثر بأصدقائه ويتوارثون أخلاق بعضهم البعض.
والنقطة الأخرى المستفادة من الرواية هي أن تجنب مواضع التهمة هو من المسائل التي تؤكدها الفطرة والشريعة الإسلامية المقدسة.
المصادر:
[1] . الأمالي، الشيخ الطوسي، ص 536.
[2] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج۷۲، ص۹۰.
[3] . المصدر، ج2، ص75 -90.