عيد الغدير أعظم الأعياد

11:24 - 2023/07/04

-اتخذ الشيعة يوم الثامن عشر من ذي الحجة يوم عيد وفرح وسرور، وقد اشترك معهم في التعيّد به غيرهم من المسلمين.

قال عليه السلام عيد الغدير أعظم الأعياد: تختلف الأعیاد فی الإسلام عن الأعیاد فی الأدیان الأخری، فالعید فی غیر الإسلام غالباً ما يكون للحصول علی مکسب مادی بحت.

والعید فی نظر الإسلام هو الیوم الذی یتنازل فیه الإنسان عن بعض المادیات لصالح أموره الروحیة والمعنویة، فمثلاً عید الفطر یأتی بعد مرور شهر کامل علی تنازل الإنسان عن أهم الحاجات الجسدیة، والشهوانیة والجسمانیة، فهو عید قوة الروح وسلامته، فالکسب معنوی، وهو التعادل بین الروح والجسم، إضافة إلی الثواب الآخروی.

قال الإمام علی علیه السلام: "إنما هو عید لمن قبل الله صیامه وشکر قیامه، وکل یوم لا تعصی الله فیه فهو یوم عید".[1]

أما العيد في غير الإسلام، فهو مجرد حصول الشخص علی رغبة مادیة، وإذا کان فیها شیء من المعنویات فهو یتغاضی عنها، فمثلاً عید میلاد الأشخاص العادیین، يقصد منه الحصول علی منافع الجسم متغافلین عن الروح الذی هو جوهر الجسم وبه حیاته، وهذا لا یکون نافعاً، لأنه یؤدی إلی عدم التوازن بين الروح والجسم، وعدم التوازن بینهما یعنی القلق والاضطراب، والبؤس والمرض.

وإذا قيل: المسلمون أيضا يحتفلون وخصوصاً الشیعة بذکری ولادة الأنبیاء والأئمة والأولیاء. وجوابه : إن الاحتفال بذکری ولادة هؤلاء عليهم السلام، احتفالٌ کاملٌ، لأنه إضافة إلی الاحتفاء بولادتهم الجسمانیة، يُهتم بفضائلهم الروحیة والمعنویة، فيحتشد المسلمون لإحیاء ما قدمه هؤلاء للإنسانیة من خدمات عظیمة تستحق الاحتفال والتذکر دوماً.

عليه السلام

علي عليه السلام يوم الغدير

ومن هذا، الاحتفال بعيد الغدير، باعتبار أنّ الإمام عليّاً عليه السلام علّمنا فی هذا الیوم کیف نصل إلی الأمن والسلام، والسعادة والهناء، وکیف نستفید من الحیاة لصالح الآخرة ونعیمها.

ولذا یعتبر عيد الغدير من أهم وأعظم الأعیاد عند المسلمین، وفی ذلک قال أحد أصحاب الأئمة علیهم السلام: سألت أبا عبد الله عليه السلام هل للمسلمین عید غیر یوم الجمعة والأضحی والفطر؟ قال عليه السلام: "نعم، أعظمها حرمة". قلت: وأی عید هو جعلت فداک؟!

قال عليه السلام: "الیوم الذی نصب فیه رسول الله صلى الله عليه وآله أمیر المؤمنین عليه السلام، وقال: من کُنت مولاه فعلی مولاه".

قلت: وأی یوم هو؟ قال عليه السلام: "ما تصنع بالیوم؟ إنّ السنة تدور، ولکنه یوم ثمانیة عشر من ذی الحجة".

فقلت: ما ینبغی لنا أن نفعل فی ذلک الیوم؟ قال: "تذکرون الله -عزّ ذکره- فیه بالصیام والعبادة، والذکر لمحمد وآل محمد، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصی أمیر المؤمنین عليه السلام أن یُتخذ ذلک الیوم عیداً، وکذلک کانت الأنبیاء تفعل، کانوا یوصون أوصیاءهم بذلک فیتخذونه عیداً".[2]

فهذا العيد لا يخص فردا واحدا بعينه، وانما هذا العيد يشمل كل المجتمع، قال ابن طلحة الشافعي: "وكل معنى أمكن إثباته مما دل عليه لفظ المولى لرسول الله صلى الله عليه وآله فقد جعله لعلى، وهي مرتبة سامية، ومنزلة سامقة، ودرجة علية، ومكانة رفيعة، خصصه بها دون غيره، فلهذا صار ذلك اليوم يوم عيد وموسم سرور لأوليائه.[3]

المصادر:

[1] . نهج البلاغة، الحكمة 428.

[2] . الکافی، محمد بن یعقوب الکلینی، ج۴، ص۱۴۹، ح۳.

[3] . مطالب السؤول، ابن طلحة الشافعي، ص56.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
12 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.