حقوق المرأة من منظور القرآن (الحقوق المعنوية)

حسن السيرة والسلوك: من المسلمات من الناحية الأخلاقية، وجوب التحلي بالسلوك الجيد، على الرجل والمرأة على حد سواء، ومن المسلمات عقلاً ضرورة مراعاة هذه القاعدة من أجل رفاهية الأسرة وسلاسة عملية التطور الروحي والمعنوي، مع ذلك، فإن الشريعة الإسلامية تجعل حسن السلوك والسيرة واجباً خاصاً على الرجل وحقاً خاصاً بالمرأة، بشرط أن تهتم به المرأة أيضاً وتوفر الوسائل والتسهيلات الخارجية للرجل وتساعده على ذلك. لا أنها عن قصد أو عن غير قصد، توجب على الرجل أن يقوم بهذه الوظيفة، وتجع الحياة على كليهما مرة.

إن حسن السلوك مع النساء، لا يقتصر على الزوجات فقط، بل حتى بالنسبة للفتيات، يجب على الأهل مراعاته.

إن الآيات والروايات، تحرّم بشكل صارم أيّ نوع من سوء السلوك أو الضغط على المرأة، ومخالفة ذلك تستوجب العقاب في بعض الأحيان.

حسن السيرة مع المرأة

وجاء في الحديث النبوي بما مضمونه أن النبي صلى الله عليه وآله قال: أمرني أخي جبريل في النساء كثيرا حتى ظننت أنه من المستحيل أن أقول لها أف. وأحاديث أخرى في هذا الموضوع مثل:

"فما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم"[1]

"فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة فدارها على كل حال، وأحسن الصحبة لها ليصفو عيشك"[2]

"لَعَنَ اللّهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ يَعُول"[3]

"اَيُّهَا النّاسُ أِنَّ لِنِسائِكم عَلَيْكم حَقّا وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقّا ... فَاتَّقُوا اللّهَ فِي النِّساء وَاسْتَوْصُوا بِهِنَّ خَيْرا"[4]

إن الإسلام يوجب على الرجل أن يحسن سلوكه تجاه المرأة حتى مع عدم إمكان الاستمرار في الحياة وكان الطلاق ضروريا.

وهذا الحق الحصري للمرأة مذكور في القرآن بلفظ "تسريح بإحسان" وبيّنه في عدة آيات (منها الآيات 229، 331 من سورة البقرة، و 49 من سورة الأحزاب). أي أنه عندما لا يكون الرجل قادراً على إعالة المرأة، عليه أن يسرّحها، ومن الضروري أيضاً أن يكون هذا التسريح مقروناً بعطف ومحبة ليترك له ذكرى طيبة، لا أن يطالب بالمال مقابل الانفصال عن المرأة، أو يعذبها ويضايقها.

المصادر:

[1] . كنز العمال، المتقي الهندي، ج ١٦، ص ٣٧١.

[2] . وسائل الشیعة، ج ۷، ص ۱۲۰.

[3] . مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، محمد باقرالمجلسي، ج16، ص 137.

[4] . بحار الانوار، محمد باقر المجلسي، ج ۲۱، ص 405