أعطى الإسلام حقوقاً خاصة للمرأة بالإضافة إلى حقوقها المشتركة مع الرجل. وذلك احتراماً لخصائص المرأة الطبيعية والاجتماعية، وفي مقابل هذه الحقوق الخاصة، حدد لها وظائف.
المرأة : ورد في القرآن الكريم ذكر الوظائف الخاصة بالمرأة صراحة إلى جانب الحقوق، فقال تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ"[1]
والحقوق الخاصة للمرأة يمكن تقسيمها إلى حقوق مالية وحقوق معنوية.
المرأة والحقوق المالية
من الحقوق المالية للمرأة: المهر أو الصداق، والمهر في الإسلام حق مالي يُلزَم به الرجل بمجرد عقد الزواج، مع أنه لم يدخل في العقد؛ وجاء في القرآن الكريم: "وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً"[2]
إن المهر في الإسلام، نوع من الهدية التي يجب على الرجل أن يقدمها للمرأة بأفضل طريقة تعبيرا عن الحب والولاء.
وفي العادات الجاهلية كان يتم دفع مبلغ من المال إلى والد الفتاة كمهر (أو ثمن خدمات الوالدين) وكانت الصورة أن الزوج يشتري الفتاة من الأبِ مقابل المهر ويصبح مالكها. وقد أحدث هذا التقليد والفكر الجاهلي عَلاقة خاطئة بين الزوج والزوجة، تصبح به الزوجة أسيرة إلى الأبد، لكن المهر في الإسلام يقوم على عدة أمور:
أولاً: يُدفع المهر على أساس شخصية المرأة واستقلالها، وليس على أساس أن المهر ثمنها يُدفع لأقاربها، ثانياً: أن المهر يُدفع على أساس كرامة المرأة وشرفها، لأن المهر هِبة، والهبة والتقدمة تُعطى للكبير ومن تعلق القلب به محبة له واحتراما. ثالثاً: يُدفع المهر لها على أساس الاستقلال الاقتصادي للمرأة، حيث يعدها الإسلام أهلاً للتملك والتصرف في الممتلكات. رابعاً: انطلاقاً من أن العَلاقة بين الزوج والزوجة هي أكثر من مجرد معادلة بسيطة، والمودة تلعب دوراً مهماً فيها، فالمرأة لا يدفع لها المهر لتصبح ملكا لزوجها، بل يجب على الزوج أن يجذب قلبها بالمحبة والاحترام. وكلمة نحلة الواردة في القرآن تشير إلى هذه النقطة إشارة رائعة.[3]
النفقة
والنفقة حق خاص آخر للمرأة وهي من واجبات الرجل. والنفقة عبارة عن دفع النفقات العامة والعادية للمرأة في الأسرة، كالطعام والملبس والمسكن وغيرها من ضروريات الحياة الفردية للمرأة بقدر كرامتها ومكانتها.
وبالإضافة إلى واجبات دفع نفقات المعيشة العادية للمرأة وتوفير احتياجاتها الأساسية والضرورية، فإن الأفضل للرجل أن يسعى أكثر ليكسب دخلا أكثر من أجل توفير المزيد، لتوفير الرفاهية للزوجة والأسرة، وهذا مستحب، فلا يكتفي بالقدر الضروري من المعيشة، وفي حديث الإمام الرضا عليه السلام جاءت الإشارة إلى هذه النقطة، قال عليه السلام: "ينبغي للرجل أن يوسع على عياله"[4]
المصادر:
[1] . سورة البقرة، الآية 228.
[2] . سورة النساء، الآية 4.
[3] . ازدواج مکتب انسانسازی، شهید دکتر سیدرضا پاکنژاد، ج 1، ص 194.
[4] . تحف العقول،ابن شعبة الحراني، ص 330.