الغدير أهم قضية إسلامية

14:05 - 2023/07/04

-قضية الغدير من أهم القضايا الإسلامية، وأشدها خطورة وحساسية، لأنها تمثل الأساس الذي يتم عليه تحديد الاتجاه العام للإنسان المسلم، ويرتسم خط مسيره إلى مصيره من الناحية العقائدية والفكرية وفي نطاق التشريع.

أهمية الإمامة : قد يرى البعض أن آية "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ "[1] قد تضمنت تهديداً للرسول بالعذاب والعقاب إن لم يبلِّغ ما أنزل إليه من ربه، وهذا غير تام لأن التهديد الحقيقي موجه لفئات من الناس كان يخشاها الرسول، فالنبي صلى الله عليه وآله لم يكن ممتنعاً عن الإبلاغ، لكنه كان ممنوعاً منه، فالتهديد في الآية هو من باب: إياك أعني واسمعي يا جارة.

إن كثرة النصوص الدالة على إمامة علي أمير المؤمنين عليه السلام، لا تُبقي أدنى شك في أن النبي صلى الله عليه وآله لم يدخر وسعاً في تأكيد هذا الأمر وتثبيته، وقد استخدم في سبيل تحقيق هذا الهدف مختلف الطرق والأساليب التعبيرية.

إن قضية الغدير هي القضية الأساسية والرئيسة بالنسبة للمسلمين وللناس جميعاً، وهي المفتاح للباب الذي لا بد من الدخول منه لحل المشاكل المستعصية الكبرى، وبدون ذلك، فإن على الجميع أن يستعدوا لمواجهة المزيد من المصائب، واستمرار حالة الضعف والتقهقر، وانهيار بناء الإسلام الشامخ.

إن قضية الغدير لا تقتصر على أن تكون مجرد قضية خلافة وحكم وسلطة في الحياة الدنيا، وإن كان الذين تصدوا للحكم، واستأثروا به لأنفسهم قد قصدوا ذلك. وإنما هو يتجاوزه لما هو أهم وأخطر، وذلك لأن الحكام الأمويين قد عملوا على تكريس مفهوم الإمامة والخلافة الإلهية في كل شخصية تصدت للحكم.

وذلك بتقديم العديد من ضوابط ومعايير ومبررات، ذات طابع عقائدي في ظاهره، ليتم على أساسها اضطهاد الفكر والاعتقاد المخالف، والتخلص من رجالاته بطريقة أو بأخرى.

وقد سرت تلك المفاهيم المخترعة في الناس، وصاروا يعتقدون بالخلفاء أكثر مما يعتقده الشيعة في أئمتهم، لكنهم ينكرون ذلك، ولا يعترفون به قولاً، وينكرون على الشيعة اعتقادهم في أئمتهم ما هو أخف من ذلك وأيسر.

الإمامة

الإمامة تحدد مستقبل الإنسان

لذا فمعرفة قضية الإمامة وتحديد الموقف منها هو الذي يحدد مسار الإنسان واتجاهه في هذه الحياة ويرسم مستقبله، فيكون سعيداً أو شقياً ، وفي خط الإسلام أو في متاهات الجاهلية وظلماتها، كما أشار إليه الحديث: " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ".[2]

إن الإمامة هي التي تبين للإنسان الحق من الباطل، والحسن من القبيح، والضار من النافع، وتتدخل في حياته الخاصة وثقافته وكيفية تفكيره، ومن الإمام تؤخذ معالم الدين وتفسير القرآن والعقائد والمعارف، وهذا هو السر في اختلاف الناس في ذلك كله، وفي تحديد من يأخذون عنه دينهم ومن يتخذونه أسوة وقدوة دون ذاك.

فتبين أن موضوع الغدير، ونصب الإمام للناس، لا يمكن أن يكون على حد تنصيب خليفة، أو حاكم، بل الأمر أكبر وأخطر من ذلك، إن قضية الإمامة لا يمكن التسامح فيها ولا المحاباة، كما أنه لا مجال لإبعادها وتعطيلها، لأن ذلك يعني إبعاد الدين وتعطيله، ومنعه من أن يكون هو سيد الموقف، وصاحب القرار في حياة الإنسان، وفي مجمل مواقفه وفي مستقبله.

المصدر:

[1]. سورة المائدة، الآية 67.

[2] . الغدير، عبد الحسين الأميني، ج 1، ص 390.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
13 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.